هذا الجزء الثاني
في صوت ريان كم كبير من الألم ,كم كبير من الحزن , و كم كبير من التأوهات التي لا تصدر إلا من عذاب . كأنما العقل الباطن لهذا الشاب هوى الذي يغني . فالأغنية العاطفية التي تتطلب إبرازاً للمشاعر العاشقة أكثر من أي شيء آخر تبرز فيها بصوت ريان مشاعر إنسان مقموع في قول أفكاره و التعبير عنها فيطلقها في حشرجات غنائية لا ينتظر ريان موضوعاً غنائياً تراجيدياً أو مأسوياً ليفلت نزعته الإدائية الدرامية العميقة بل بمجرد أن يكون موضوع الأغنية عاطفياً و ربما يتحدث عن الوصال لا الهجر حتى تنطلق حنجرته بالأسى و مع ذلك فان عمق المعاني المنطلقة من صوته يسلب الألباب أحيانا تضاف إلى ذلك المساحة العريضة التي يتحرك صوته فيها فتكون النتيجة أننا أمام مغن يملك موهبة خاصة في شكلها و حجمها و في مضمونها و أدائها موهبة غنائية برعت في تقديم نفسها حتى الآن بنوعية الأغاني العاطفية و مستواها و حتى بنوعية الكليبات لكن لا يزال ينقصه التوجه نحو نوعيات أخرى من الأغاني تستطيع أن تكشف أبعاداً إضافية لتلك الموهبة خشية وقوع صاحبها في الاتفاق ثم تأثير ذلك سلبا في تجربته ككل و هذا المطب أو الفخ المفتوح أوقع عددا كبيرا من النجوم الشباب في حبائله فاستسلموا لنوع واحد من الأغاني التي انتشرت لهم فتعرضت تجاربهم لروتين قاس ثم انقلبت ذلك الاستسلام عندهم خوفا من أي تجديد………
لا تخفى تأثرات ريان ببعض المطربين وائل كفوري مثلاً لكن ذلك التأثر الذي كان واضحاً في ما مضى من سنوات قليلة اختفى أو كاد يختفي تماماًُ في الألبوم الأخير (وين بروح) كأن ريان سارع إلى تخليص نفسه و صوته من قيود وائل كفوري الأدائية و نجح في ذلك و بانت أكثر فأكثر شخصيته هو و صوته هو و أغانيه هو……..
يسير ريان في خط تصاعدي واضح . مسؤوليته ليست صعبة في أن يكون له من اسمه نصيب …… شرط أن يغادر الحزن فوراً.